ثلاث سنوات فقط في مصر، كانت كافية ليسجل اسمه كواحد من أبرز رجالات الحركة الوطنية المغاربية ضد الاستعمار في المشرق العربي. هنا، قراءة في مسار ابن عبود أحد أبرز مؤسسي مكتب المغرب العربي وميسر عملية “تهريب” الخطابي.
لئن كانت أسماء أبرز قادة الحركة الوطنية في المنطقة السلطانية قد حظيت باهتمام واسع من المدونين والمؤرخين، فإن النشاط السياسي في المنطقة الخليفية لم يحظ بذات الدرجة من العناية والاهتمام، بل تعرض هذا التاريخ إلى نوع من التهميش. فباستثناء عبد الخالق الطريس، لا تذكر المصادر التاريخية إلا النزر اليسير عن الوطنيين في شمال المغرب ونشاطاتهم. ومن بين هؤلاء الوطنيين برز اسم امحمد أحمد بن عبود أحد رواد النضال الوطني المغربي والذي ساهم بنصيب وافر في التعريف بالقضية المغربية في المشرق.
هنا القاهرة
رأى امحمد بن عبود النور في مدينة تطوان يوم 17 مارس من سنة 1911، وبدأ دراسته بمسقط رأسه قبل أن يشد الرحال إلى الدار البيضاء، وفي المدينتين معا درس بالأقسام القرآنية. وبعدها، جاءت دراسته في فاس، وجامعتها القرويين خلال سنوات الثلاثينات. قبل أن يسافر لطلب العلم في مصر كغيره من الشباب التطواني الذي كانت ترسله عائلاته لطلب العلم في الخارج، وتحديدا في المشرق العربي لعوامل عديدة أبرزها ضعف الاستثمار الإسباني في مجال التعليم. في القاهرة، ولج امحمد بن عبود الأزهر في بداية الأربعينات، قبل أن يحصل على الإجازة في الحقوق من جامعة القاهرة سنة 1943. وبالإضافة إلى تكوينه التقليدي في اللغة العربية، تعلم ابن عبود لغات أخرى كالفرنسية والإسبانية.
خلال مرحلة الدراسة في القاهرة، سيتعزز الوعي الوطني للشاب ابن عبود الذي سيؤسس بمعية عدد من الطلبة التطوانيين في مصر ما عرف بـ”رابطة الدفاع عن مراكش”، وهي الهيأة التي تولت مهمة التعريف بالقضية المغربية. وبعد رجوعه إلى أرض الوطن، قام خليفة السلطان في شمال المغرب مولاي الحسن بن المهدي بتعيينه سنة 1946 رئيسا لوفد المغرب في اللجان الثقافية بجامعة الدول العربية، وما يزال خطابه المدوي الذي ألقاه في افتتاح دورة الجامعة العربية خلال نفس السنة عالقا في ذاكرة الكثير ممن سمعوه.
تتمة الملف تجدونها في العدد 57 من مجلتكم «زمان»